ما سر العلاقة الخاصة بين ترامب والأمريكيين العرب؟
شهدت العلاقة بين الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب والجالية الأمريكية من أصل عربي تحولات جذرية على مر السنين. فبعدما كانت غالبيتهم تميل تاريخيًا إلى الحزب الديمقراطي، شهدت انتخابات الرئاسة الأمريكية الأخيرة تزايدًا في دعم هذه الشريحة لترامب. فما سر العلاقة الخاصة بين ترامب والأمريكيين العرب؟ وما الذي جعلهم يعيدون النظر في خياراتهم السياسية؟ تابع القراءة لاكتشاف المزيد.
تاريخ التصويت للأمريكيين العرب: من الديمقراطيين إلى ترامب
لطالما كان الحزب الديمقراطي هو الخيار الأول للأمريكيين من أصل عربي. هذا التوجه يعود إلى سياسات الحزب التي تُعرف بدعمها للهجرة والمهاجرين، بالإضافة إلى برامج الرعاية الاجتماعية التي تُعتبر داعمًا رئيسيًا للمهاجرين الجدد وأصحاب الدخل المحدود. ولكن مع مرور الوقت، بدأت هذه الديناميكية تتغير تدريجيًا.
في ظل إدارة جورج دبليو بوش، خسر الحزب الجمهوري الكثير من التأييد بين صفوف الأمريكيين العرب نتيجة للحرب على العراق وسياسات ما بعد أحداث 11 سبتمبر. ومع ذلك، تمكن ترامب من كسر هذه القاعدة التقليدية واستقطاب شريحة واسعة من العرب الأمريكيين. فما الذي تغير؟
ترامب والعرب الأمريكيون: استراتيجية مختلفة
خلال حملته الانتخابية، ركز ترامب على التواصل المباشر مع الأمريكيين العرب، خاصة في الولايات الحاسمة مثل ميشيغان. وتُعتبر هذه الولاية موطنًا لأكبر تجمع عربي أمريكي في الولايات المتحدة. لقد زار ترامب مدينة ديربورن، التي تُعد مركزًا للوجود العربي، في أكثر من مناسبة واستهدف الناخبين العرب من خلال خطابات وتصريحات تمس قضاياهم مباشرة.
من أبرز أسباب تحول بعض الأمريكيين العرب إلى دعم ترامب كان موقفه من الحروب في الشرق الأوسط. فقد وعد بإنهاء الحروب، مثل حرب غزة، وهو ما أثار اهتمام الناخبين الذين رأوا فيه فرصة لتحقيق السلام. رغم دعمه الثابت لإسرائيل، إلا أن تعهده بإنهاء النزاعات جذبت انتباه العديد من العرب الأمريكيين الذين كانوا يبحثون عن تغيير حقيقي.
دور الشخصيات المؤثرة في تشكيل التأييد
لم يكن ترامب وحده في هذه المعركة الانتخابية؛ لقد لعبت شخصيات مؤثرة داخل الجالية العربية دورًا محوريًا في دعمه. على سبيل المثال، كان والد صهره، مسعد بولص، في طليعة الجهود للتواصل مع قادة المجتمع العربي في ميشيغان. من خلال هذه الجهود، تمكن ترامب من بناء علاقات قوية مع شخصيات بارزة في هذه الجالية.
بالإضافة إلى ذلك، عملت حملته الانتخابية على ترتيب لقاءات مباشرة بين ترامب وبعض الناخبين العرب، مما ساعد على تعزيز الثقة به. على سبيل المثال، التقت سمراء لقمان، وهي أمريكية من أصل يمني، بترامب شخصيًا، ووعدها بالعمل على إيقاف الحروب. كان لهذه اللفتة أثر كبير في تغيير وجهة نظرها السياسية.
الأمريكيون العرب في الولايات الحاسمة
رغم أن العرب الأمريكيين يشكلون أقلية صغيرة على مستوى الولايات المتحدة، إلا أنهم يعيشون في ولايات حاسمة مثل ميشيغان، بنسلفانيا، وويسكونسن، حيث تتقارب نسب التأييد بين الحزبين. في هذه الولايات، يمكن أن يكون لصوت الجالية العربية تأثير كبير على نتيجة الانتخابات.
في انتخابات 2024، ركزت حملة ترامب بشدة على هذه الولايات التنافسية. تمكن من تحقيق مكاسب ملحوظة في تأييد العرب الأمريكيين، مما ساهم في تعزيز مكانته الانتخابية. تشير البيانات إلى أن التواصل المباشر مع الجاليات والأزمات الإقليمية كانت عوامل رئيسية وراء هذا النجاح.
التحديات المستقبلية
ورغم هذا التوجه الجديد، لا يزال هناك تحديات تواجه ترامب في الحفاظ على دعم الجالية العربية. فبعض السياسات مثل دعمه المطلق لإسرائيل قد تظل نقطة خلاف. بالإضافة إلى ذلك، فإن السياسات الداخلية التي تؤثر على المهاجرين قد تحد من استمرارية هذا الدعم.
مع ذلك، يبدو أن ترامب قد نجح في تغيير المعادلة السياسية إلى حد ما، مما يفتح المجال أمام تساؤلات حول مستقبل العلاقة بين الجالية العربية والحزبين الرئيسيين في الولايات المتحدة.
الخاتمة
يتضح أن العلاقة بين ترامب والأمريكيين العرب ليست مجرد مصادفة، بل هي نتاج استراتيجيات مدروسة ومواقف سياسية أثرت بشكل مباشر على توجهاتهم الانتخابية. هل يمكن أن يستمر هذا الدعم في المستقبل؟ أم أن المتغيرات السياسية ستعيد تشكيل هذه العلاقة؟ نترك الإجابة مفتوحة لكم.
مع أطيب التحيات،
طوب أخبار
مراجع إضافية
مقالات ذات صلة
- أزمة انقطاع الكهرباء في أوروبا 2025: تداعيات كارثية على الحياة اليومية
- جود بيلينغهام: صمام الأمان الذي يعيد صياغة وسط ريال مدريد
- كيف تعيد الصين صياغة علاقاتها مع أوروبا؟ دلالات خطوة جديدة
- غضب يجتاح إيران بعد مقتل 46 شخصاً بانفجار ميناء شهيد رجائي
- سباق OMT بيروت ماراثون: رياضة مبتكرة بمعايير تقنية صديقة للبيئة
- الفاتيكان يكشف موعد انتخاب البابا الجديد: تفاصيل وأبرز المرشحين
- غارة أمريكية باليمن: الحوثيون يعلنون مقتل عشرات المهاجرين الأفارقة
- زيلينسكي يُجدد موقفه: القرم أوكرانية رغم الضغوط الدولية
- أنف أسود ومتعفن.. مأساة نجمة صينية تكشف مخاطر جراحات التجميل
- ردود الفصائل الفلسطينية على استحداث منصب جديد بمنظمة التحرير