مع وفاة البابا فرنسيس، يتجه الأنظار الآن إلى الفاتيكان الذي يشهد استعدادات مكثفة لاستقبال أكبر تجمع للكرادلة في تاريخ الكنيسة الكاثوليكية. ومع هذا العدد الكبير من أمراء الكنيسة الذين سيشاركون في انتخاب البابا الجديد، يبرز تساؤل مهم: أين سينام هؤلاء الكرادلة؟ وكيف سيتم ترتيب أماكن إقامتهم في ظل نقص المساحة المتاحة؟

التجهيزات لاستقبال أكبر تجمع للكرادلة

من المقرر أن يصل 133 كاردينالًا إلى الفاتيكان الأسبوع المقبل للمشاركة في المجمع المغلق الذي سيُعقد داخل كنيسة السيستين الشهيرة، حيث سيتم انتخاب البابا الجديد. هذا العدد الكبير يمثل تحديًا لوجستيًا كبيرًا، خاصة أن مقر إقامة الكرادلة، دار سانتا مارتا، يحتوي على حوالي 125 غرفة فقط، وهو ما يعني أن الفاتيكان بحاجة إلى إيجاد حلول مبتكرة لاستيعاب الجميع.

إعادة ترتيب الإقامة داخل دار سانتا مارتا

منذ وفاة البابا فرنسيس، بدأت عمليات إخلاء بعض الغرف المخصصة للموظفين والزوار في دار سانتا مارتا لتوفير مساحة إضافية للكرادلة. وأكد لوتشيانو غاليانو، أحد مسؤولي الفاتيكان، أنه يمكن تحويل غرف الموظفين وحتى بعض المساحات غير التقليدية مثل غرفة الملابس إلى غرف نوم مؤقتة. ومع ذلك، فإن هذا لن يكون كافيًا لتلبية المتطلبات بالكامل، مما يثير تساؤلات حول المرونة في إدارة هذه الأزمة.

دور الشقق المغلقة في الفاتيكان

شقة البابا فرنسيس، التي كانت مقر إقامته خلال فترة بابويته، أُغلقت بعد وفاته وفقًا للتقاليد الكنسية ولن تُفتح إلا بعد انتخاب البابا الجديد. هذا التقليد يُعقد الأمور أكثر، حيث يمكن أن تكون هذه الشقة قد ساعدت في توفير مكان إقامة إضافي للكرادلة.

لمحة تاريخية عن إقامات الكرادلة

في الماضي، كان الكرادلة يواجهون تحديات أكبر عند حضور المجامع المغلقة. قبل بناء دار سانتا مارتا بأمر من البابا يوحنا بولس الثاني عام 1978، كان الكرادلة يتكدسون في شقة صغيرة مكونة من 15 غرفة فقط، ويتشاركون أسرّة التخييم وأواني الطعام. هذا الوضع كان شاقًا رغم جمال الزخارف الجدارية التي تزين المكان.

ترتيبات انتخاب البابا الجديد

خلال المجمع المغلق، يُمنع الكرادلة من التواصل مع العالم الخارجي حتى يتم انتخاب البابا الجديد. يُجرى التصويت في جلسات متتالية، ويتم إعلان النتيجة عبر الدخان الأبيض الذي يتصاعد من مدخنة كنيسة السيستين. أما في حالة عدم التوصل إلى نتيجة، فيتصاعد الدخان الأسود.

لماذا يعتبر هذا الحدث بالغ الأهمية؟

انتخاب البابا الجديد ليس مجرد إجراء ديني، بل هو حدث عالمي يحمل أبعادًا روحية وسياسية عميقة. الكرادلة، الذين يمثلون أعلى سلطة في الكنيسة الكاثوليكية بعد البابا، يجتمعون لاختيار قائد جديد لقيادة الملايين من المؤمنين حول العالم. هذا الحدث يُعيد للأذهان رمزية الكنيسة ودورها المحوري في التاريخ والحاضر.

خاتمة

بين التقاليد العريقة والتحديات اللوجستية الحديثة، يُظهر تجمع الكرادلة القادم في الفاتيكان كيف يمكن للكنيسة الكاثوليكية أن توفق بين الماضي والحاضر. ومع اقتراب موعد انتخاب البابا الجديد، يبقى السؤال: من سيكون القائد الجديد للكنيسة؟ وكيف ستؤثر هذه الانتخابات على مستقبل الكاثوليكية؟

مع أطيب التحيات،
طوب أخبار