من باريس لدمشق.. رسائل الشرع في مواجهة عقبات الغرب
كيف يمكن فهم زيارة أحمد الشرع إلى باريس في ظل التوترات الجيوسياسية الراهنة؟ وهل تمثل هذه الخطوة بداية لصفحة جديدة بين دمشق والغرب أم أنها مجرد تحرك رمزي؟ في هذا المقال، نستعرض تفاصيل زيارة الشرع إلى باريس وما تحمله من رسائل سياسية في مواجهة عقبات الغرب.
رسائل رمزية من باريس.. هل هي بداية جديدة؟
تحمل زيارة أحمد الشرع إلى باريس دلالات رمزية عميقة، كونها أول تحرك دولي له بعد إعادة تشكيل السلطة في دمشق. في ظل التغيرات الإقليمية، تبدو الزيارة خطوة لإعادة تقديم سوريا كلاعب سياسي جديد على الساحة الدولية. الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وصف هذه اللحظة بأنها فرصة للتأكيد على دعم فرنسا لسوريا الجديدة، لكن النقاد وصفوا هذا الموقف بأنه أقرب إلى "مسرحية دبلوماسية" تهدف لتحسين صورة باريس في الشرق الأوسط.
تحولات المواقف الفرنسية تجاه سوريا
تغير موقف باريس من النظام السوري بقيادة بشار الأسد يعكس تحولات كبيرة في السياسة الخارجية الفرنسية. ففي عام 2019، اعتبر ماكرون أن الأسد ليس عدواً لفرنسا، إلا أن تصريحاته الأخيرة تشير إلى تحول جذري، حيث وصف الأسد بأنه "عدو للشعب السوري". هذا التبدل يشير إلى محاولة فرنسا لتأمين دورها في إعادة صياغة الحلول السياسية في سوريا، رغم أن مفتاح الحل لا يزال في يد واشنطن، خاصة في ظل العقوبات الأميركية المفروضة بموجب "قانون قيصر".
التحديات الغربية: العقوبات وملف المحاسبة
من أبرز العقبات التي تواجه السلطة الجديدة في سوريا هي العقوبات الاقتصادية الغربية، والتي تعد أداة ضغط رئيسية في يد الولايات المتحدة. واشنطن وضعت شروطاً لرفع هذه العقوبات، تتضمن إخراج المقاتلين الأجانب من سوريا، ومحاسبة المسؤولين عن الجرائم التي ارتكبت خلال سنوات الصراع. من جانبه، حاول الشرع تجنب الخوض في هذه الملفات الحساسة، مفضلاً التركيز على المستقبل والدستور الجديد كسقف للحل السياسي.
ملف الأكراد ومأزق التوازن بين باريس وأنقرة
ألقى ملف الأكراد بظلاله على زيارة الشرع، حيث أشاد ماكرون بدور قوات سوريا الديمقراطية (قسد) في محاربة الإرهاب، واصفاً إياها بالحليف المخلص. إلا أن هذا الموقف يصطدم بالمواقف التركية الرافضة لأي تمكين للأكراد في الشمال السوري. الشرع يجد نفسه في معضلة معقدة، إذ يتعين عليه التوفيق بين الدعم الفرنسي للأكراد ومصالح أنقرة التي تعد شريكاً إقليمياً أساسياً في المرحلة الانتقالية.
تحركات الشرع: بين الواقعية والطموح
خلال المؤتمر الصحفي المشترك بين ماكرون والشرع، حاول الأخير تقديم صورة رجل الدولة المتزن، مركّزاً على أولويات إعادة الإعمار واستعادة الاستقرار. إلا أن كثيرين يرون أن الشرع ما زال يفتقر إلى خطة واضحة للتعامل مع القضايا الجوهرية، مثل المحاسبة وآليات بناء الجيش الجديد. في الوقت نفسه، تأتي زيارته كرسالة ضمنية للغرب بأن دمشق مستعدة للعمل ضمن الأطر الدولية الجديدة، مع التأكيد على السيادة السورية.
التحدي | الموقف السوري | الموقف الغربي |
---|---|---|
العقوبات الاقتصادية | دعوة لرفعها | ربطها بشروط سياسية |
ملف الأكراد | محاولة التوازن | دعم قسد |
إعادة الإعمار | أولوية قصوى | مشروطة برفع العقوبات |
الخاتمة
زيارة أحمد الشرع إلى باريس تمثل خطوة جريئة في محاولة إعادة صياغة العلاقات بين دمشق والغرب، لكنها تحمل تحديات كبرى، بدءاً من العقوبات الاقتصادية وصولاً إلى الملفات السياسية الشائكة. بينما يحاول الشرع تقديم رؤية جديدة لسوريا، يبقى السؤال: هل ستنجح هذه الجهود في تحقيق اختراق حقيقي أم ستظل مجرد رسائل رمزية؟ شاركونا آرائكم في التعليقات.
مع أطيب التحيات، طوب أخبار
مراجع إضافية
مقالات ذات صلة
- باكستان تُسقط مسيّرات هندية والهند تُحيّد الدفاعات في تصعيد جديد
- تصاعد الهجمات في دمشق: كيف تعيش المدينة تحت تهديد المسلحين؟
- هجمات بمسيّرات تهدد قاعدة بورتسودان وتفاقم أزمة المساعدات الإنسانية
- كارني يرفض بيع كندا.. فكيف رد ترامب على التصريحات الحاسمة؟
- تييري هنري يكشف: ملحمة إنتر وبرشلونة أعادت شغفي بكرة القدم
- الكرملين: هجمات أوكرانيا بالطائرات المسيرة تهدد احتفالات عيد النصر
- الحوثيون يهددون إسرائيل برد مزلزل وسط حديث عن اتفاق مع أمريكا
- كيف ساهمتُ في المصالحة بين عون والحص لتعزيز التفاهم السياسي بلبنان
- السيسي يعلن شراكة استراتيجية مع اليونان لتعزيز استقرار المتوسط
- مقتل 38 في تصعيد خطير بين الهند وباكستان وبريطانيا تسعى لخفض التوتر