سقوط الككلي.. تدوير للنفوذ أم بداية لـ"ليبيا" من دون ميليشيات؟
يشهد المشهد الليبي تحولات غير مسبوقة، خاصة بعد سقوط عبد الغني الككلي، المعروف بـ"غنيوة". لكن هل يمثل هذا الحدث إعادة تدوير للنفوذ بين الأطراف المتصارعة أم خطوة نحو بناء دولة خالية من سطوة الميليشيات؟ هذه التساؤلات تفتح الباب أمام تحليل عميق لتداعيات مقتل الككلي على الساحة الأمنية والسياسية في ليبيا.
اغتيال الككلي: لحظة مفصلية في طرابلس
في ليلة الثاني عشر من مايو، اهتز حي "أبو سليم" في طرابلس على وقع اشتباكات عنيفة انتهت بمقتل عبد الغني الككلي، رئيس جهاز دعم الاستقرار. هذه العملية لم تكن مجرد حادثة أمنية عابرة، بل جاءت كنتيجة مباشرة لسياسات محلية ودولية تهدف إلى إعادة ترتيب المشهد الأمني في العاصمة الليبية.
وفقًا للتقارير، نُفذت عملية اغتيال الككلي بتنسيق محكم بين وحدات أمنية تابعة لحكومة الوحدة الوطنية، مما يعكس وجود تخطيط مسبق ودعم سياسي وربما خارجي لهذه الخطوة. وقد أسفرت العملية عن سيطرة السلطات على مقرات جهاز دعم الاستقرار، الذي كان يُتهم بالعديد من الانتهاكات، مثل الاعتقال التعسفي والإخفاء القسري.
الككلي: من رجل الظل إلى عبء سياسي
تأسس جهاز دعم الاستقرار عام 2021 بقيادة الككلي، ليكون بمثابة ذراع أمني موازٍ للمؤسسات الرسمية. ورغم دوره في تحقيق استقرار نسبي في بعض المناطق، إلا أن الجهاز واجه اتهامات متكررة بتجاوز القانون وفرض نفوذه بطرق غير شرعية. ومع تزايد الضغوط المحلية والدولية على حكومة عبد الحميد الدبيبة، أصبح التخلص من الككلي ضرورة سياسية لإظهار التزام الحكومة بإصلاحات جذرية.
يرى محللون أن الككلي كان يمثل حجر عثرة أمام جهود الدولة لإعادة هيكلة الأجهزة الأمنية. ومع سقوطه، يبدو أن الحكومة تسعى لإعادة توزيع النفوذ بما يتماشى مع استراتيجياتها الداخلية والخارجية، خاصة في ظل وجود ضغوط دولية لتحسين الوضع الأمني في ليبيا.
التحولات الأمنية: إعادة ترتيب أم فوضى قادمة؟
سقوط الككلي ليس مجرد حدث أمني، بل جزء من عملية أوسع لإعادة رسم خريطة النفوذ في طرابلس. تشير مصادر إلى أن العملية تمت بتنسيق مع جهات دولية، مما يعكس وجود توافق على ضرورة تقليص دور الميليشيات في ليبيا. ومع ذلك، يبقى السؤال: هل يمكن لهذه الخطوة أن تؤدي إلى استقرار دائم أم أنها ستفتح الباب أمام صراعات جديدة؟
العنصر | الوضع قبل سقوط الككلي | التغير المتوقع |
---|---|---|
نفوذ الميليشيات | عالي ومهيمن | تقليص تدريجي |
الوضع الأمني | غير مستقر | تحسن محتمل |
دور الحكومة | ضعيف | تعزيز السيطرة |
دور الأطراف الدولية والإقليمية
لا يمكن فهم ما يجري في ليبيا بمعزل عن التدخلات الخارجية. تشير التحليلات إلى أن اغتيال الككلي قد تم بضوء أخضر من قوى دولية ترغب في استقرار الأوضاع الأمنية قبيل إجراء الانتخابات المرتقبة. ومع ذلك، يبقى التنسيق مع الجوار الليبي، وخاصة تونس والجزائر، أمرًا ضروريًا لتجنب تداعيات سلبية قد تمتد إلى المنطقة بأكملها.
الخاتمة
سقوط عبد الغني الككلي يمثل لحظة فارقة في المشهد الليبي، لكنه يفتح الباب أمام تساؤلات كبيرة حول مستقبل البلاد. هل ستنجح ليبيا في التخلص من إرث الميليشيات وبناء دولة المؤسسات؟ أم أن الصراعات ستستمر بشكل جديد؟ يبقى على الحكومة الليبية والمجتمع الدولي تحمل المسؤولية لضمان استقرار حقيقي ودائم.
ما رأيكم؟ هل تعتقدون أن سقوط الككلي يمثل بداية لتحول إيجابي في ليبيا؟ شاركونا آرائكم.
مع أطيب التحيات،
طوب أخبار
مراجع إضافية
مقالات ذات صلة
- البابا يناشد إسرائيل بشأن مساعدات غزة والإمارات تتفق على دعم عاجل
- ألمانيا وإسرائيل: 60 عاماً من التعاون ودعوة لدعم خطة غزة الجديدة
- جولة ترامب للشرق الأوسط: تحولات جيوسياسية وتحالفات جديدة
- حماس تُفرج عن عيدان ألكسندر ونتنياهو يواصل المفاوضات تحت النار
- المقابر الجماعية في سوريا: تحديات تحديد هوية الضحايا وسط المأساة
- جاهدة وهبه: صوت لبناني عابر للحدود من أبو ظبي إلى بيروت وطنجة
- فصل موظفين بمطار بيروت بسبب شحنة ذهب مرتبطة بحزب الله
- اتفاق تاريخي بين الهند وباكستان: وقف إطلاق نار كامل وفوري
- إطلاق نار في قضاء الكورة شمال لبنان: التفاصيل والإجراءات الأمنية
- طلاق أردني بسبب راغب علامة يثير الجدل.. التفاصيل