جاهدة وهبه من أبو ظبي إلى بيروت وطنجة... صوتٌ عابرٌ للحدود والمقامات

هل يمكن للصوت أن يعبر الحدود ويجمع بين الثقافات المختلفة؟ هذا ما تثبته الفنانة اللبنانية جاهدة وهبه، التي استطاعت أن تصنع لنفسها مكانة مميزة في الساحة الفنية العالمية. من أبو ظبي إلى بيروت، ثم طنجة، تقودنا وهبه في رحلة موسيقية وثقافية استثنائية، حيث يمتزج السرد بالغناء وتتناغم النغمات مع الكلمات. دعونا نتعرف على تفاصيل هذه الرحلة الفريدة.

أبو ظبي: عندما تُعيد الحكايات ألق الخيال

أضاءت جاهدة وهبه ليالي معرض أبو ظبي الدولي للكتاب 2025 بأمسية ساحرة جمعت فيها بين عوالم "ألف ليلة وليلة" وموسيقاها الفريدة. استلهمت وهبه من التراث الأدبي والموسيقي العربي لتقدم عرضاً استثنائياً مزج بين السرد والغناء، ما أعاد للخيال ألقه وللنغمة سحرها. لم تكتفِ وهبه بهذا النجاح، بل اختتمت المعرض بأمسية أخرى في مؤسسة بحر الثقافة، حيث قدمت قصائد صوفية وموشحات أندلسية بروح معاصرة، مما أثار إعجاب الجمهور وأعاد إحياء التراث بنكهة جديدة.

بيروت: مرافئ الصوت والذاكرة الثقافية

في 15 أيار 2025، توجهت جاهدة وهبه إلى بيروت لتفتتح معرض بيروت العربي والدولي للكتاب بأمسية بعنوان "مرافئ الصوت". تميز العرض بمشاركة مجموعة موسيقية بقيادة الفنان عفيف مرهج والشاعرة ماجدة داغر، إضافة إلى أداء تعبيري مميز من الفنانة شانتال نخلة. بالنسبة لوهبه، كان هذا الحدث أكثر من مجرد تظاهرة ثقافية؛ كان بمثابة رسالة حب ووفاء لبيروت، مدينة الثقافة والجمال. من خلال هذا العرض، سعت وهبه لاستعادة وهج المدينة وإبراز دور الفن في الحفاظ على الذاكرة الثقافية.

طنجة: حيث تتعانق الثقافات

في 29 أيار، حلقت جاهدة وهبه إلى المغرب لافتتاح مهرجان "طنجة تغني العالم". ترافقها في هذه الأمسية أوركسترا أوروبيةمغربية بقيادة الموسيقي اليوناني ديمتري ميكاليس، مما أضفى على الأمسية طابعاً عالمياً مميزاً. أدت وهبه مجموعة من ألحانها الخاصة وأغانٍ بلغات وثقافات متعددة، وأهدت طنجة قصيدة من ألحانها تكريماً لهذه المدينة التي تمثل ملتقى الثقافات. العرض كان بمثابة جسر فني يربط بين الشرق والغرب، حيث امتزجت الأنغام الشرقية بالغربية في تناغم ساحر.

الفن كرسالة أمل وإنسانية

جاهدة وهبه ليست مجرد فنانة تقدم عروضاً موسيقية؛ بل هي صوت يحمل رسالة أمل وإنسانية. في حديثها مع وسائل الإعلام، أكدت وهبه أن الفن بالنسبة لها ليس ترفاً، بل وسيلة للنضال ضد الفناء. من خلال أغانيها، تسعى وهبه إلى تقديم زاد روحي وإنساني للجمهور، مستلهمة من الشعراء الكبار مثل أدونيس. أغانيها تحمل في طياتها صراعاً بين الحياة والموت، لكنها دائماً ما تنتهي بانتصار الضوء على العتمة.

مستقبل واعد لجاهدة وهبه

تستعد جاهدة وهبه لمواصلة جولاتها العالمية، حيث ستقدم عروضاً في مدن مثل أثينا، باريس، المنامة، والدوحة. تهدف هذه الجولات إلى دعم لبنان من خلال تخصيص ريع الحفلات للمؤسسات الإغاثية. من خلال هذه الجهود، تثبت وهبه أن الفن يمكن أن يكون وسيلة فعالة لدعم المجتمعات وتعزيز قيم الجمال والسلام.

الخاتمة

من خلال صوتها العذب وموسيقاها الراقية، أثبتت جاهدة وهبه أنها ليست مجرد فنانة، بل سفيرة للثقافة والفن. من أبو ظبي إلى بيروت، ثم طنجة، تستمر وهبه في تقديم عروضها المميزة التي تجمع بين التراث والمعاصرة. ما رأيك في تأثير الفن على المجتمعات؟ شاركنا رأيك في التعليقات.

مع أطيب التحيات،
طوب أخبار