بعد ستة أشهر من سقوط حكم الأسد، لماذا لا يريد لاجئون سوريون في الأردن العودة لبلادهم؟
رغم مرور ستة أشهر على سقوط حكم الأسد في سوريا، لا يزال العديد من اللاجئين السوريين في الأردن يرفضون العودة إلى بلادهم. فما هي الأسباب التي تجعلهم مترددين في اتخاذ هذه الخطوة؟ وهل سوريا اليوم أصبحت جاهزة لاستقبال مواطنيها الذين هجّرتهم سنوات الحرب؟
مخاوف اللاجئين من العودة إلى سوريا
تتعدد أسباب تردد اللاجئين السوريين في الأردن للعودة إلى بلادهم، رغم انتهاء حكم الأسد. اللاجئة السورية ريهام، على سبيل المثال، تقول: "أحن لسوريا، لكن عندما أفكر في العواقب أقول لنفسي: خليني هون أحسن". هذا الشعور يعكس قلقًا عميقًا من العودة إلى بلد يعاني من تحديات سياسية وأمنية واقتصادية.
كما أن اللاجئة رانيا تضيف: "لا شيء يشجعني على العودة". هذه الكلمات تلخص شعور العديد من اللاجئين الذين يرون أن سوريا ما زالت غير مستقرة، خاصة مع وجود مخاوف من سياسات الإدارة الجديدة في البلاد والتي قد تعيد إنتاج أشكال أخرى من الاضطهاد.
الوضع الحالي في سوريا بعد سقوط الأسد
في ديسمبر/كانون الأول 2024، انتهى حكم عائلة الأسد بعد أكثر من عقد من الحرب الأهلية التي دمرت البنية التحتية للبلاد وأثرت بشكل كبير على حياة ملايين السوريين. ومع ذلك، فإن التغيير السياسي لم يضمن حتى الآن بيئة مستقرة للعودة. تشير التقارير إلى أن الإدارة الجديدة تواجه تحديات كبيرة في إعادة تأهيل المجتمع وضمان حقوق الأقليات وتوفير الخدمات الأساسية.
من جانب آخر، أبدت بعض الطوائف مثل المسيحيين قلقًا من احتمالية تعرضهم للتهميش أو الهجمات. وتقول إيمي بوب، مديرة المنظمة الدولية للهجرة: "عودة الملايين من الأشخاص قد تثير صراعًا داخل مجتمع هش بالفعل".
التحديات الاقتصادية والاجتماعية
إلى جانب المخاوف الأمنية، يواجه اللاجئون أيضًا تحديات اقتصادية كبيرة في حال عودتهم. البنية التحتية في سوريا مدمرة إلى حد كبير، والاقتصاد يعاني من انهيار شبه كامل. حتى أولئك الذين يرغبون في العودة يجدون صعوبة في تصور مستقبل مستقر في ظل هذه الظروف.
كما أن العودة إلى سوريا تعني بالنسبة للكثيرين التخلي عن الخدمات التي يحصلون عليها في الأردن، مثل التعليم والرعاية الصحية. في مخيم الزعتري، على سبيل المثال، يتمتع اللاجئون بخدمات أساسية قد لا تكون متاحة في سوريا في الوقت الراهن.
الجانب الإنساني: أمل العودة مقابل واقع اللجوء
رغم التحديات، يبقى الأمل في العودة إلى الوطن حلمًا يراود الكثير من اللاجئين. لكن هذا الأمل يصطدم بواقع مليء بالتحديات. تشير المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين إلى أن عددًا محدودًا فقط من اللاجئين السوريين قرر العودة طوعًا إلى بلادهم منذ سقوط الأسد.
ويرى الخبراء أن الحل يكمن في تحقيق استقرار سياسي واقتصادي في سوريا، بالإضافة إلى توفير ضمانات أمنية حقيقية للعودة. إلى حين تحقيق ذلك، يبقى اللاجئون عالقين بين حلم العودة وواقع اللجوء.
الخاتمة
إن التردد الذي يبديه اللاجئون السوريون في الأردن للعودة إلى بلادهم يعكس تعقيدات المشهد السوري الحالي. فرغم انتهاء عهد الأسد، لا تزال سوريا تواجه تحديات هائلة تجعل من العودة خيارًا محفوفًا بالمخاطر. السؤال الذي يظل مطروحًا: متى ستتمكن سوريا من توفير بيئة آمنة ومستقرة لعودة مواطنيها؟
مع أطيب التحيات، طوب أخبار
مراجع إضافية
مقالات ذات صلة
- زفيريف ضد ميدفيديف: مواجهة نارية في نصف نهائي بطولة هالة للتنس
- نتنياهو: تصريحات نارية ضد إيران وسط جدل حول استهداف المدنيين
- علي شمخاني: حقيقة مقتله ورسالة أنا على قيد الحياة للمرشد الأعلى
- فلايت رادار يرصد طائرتين من إيران إلى مسقط وسط توترات إقليمية
- مفاجأة: مبابي يُنقل للمستشفى ويغيب عن مواجهة الهلال في مونديال الأندية
- سابالينكا تتألق وتتأهل لربع نهائي دورة برلين استعداداً لويمبلدون
- التلغراف: فرصة حاسمة لإنهاء التهديد النووي الإيراني وتأمين الاستقرار
- حقيقة الفيديو: ليس صاروخًا إيرانيًا يخيف إسرائيل بل نقل صناعي
- بعد خامنئي: تحليل سيناريوهات الحكم ومستقبل السلطة في إيران
- نتنياهو: معركتنا لتغيير وجه العالم وصواريخ إيران تضرب إسرائيل