طبيبة فلسطينية تُفجع بوصول جثامين تسعة من أبنائها أثناء عملها في مجمع ناصر الطبي
كيف يمكن لقلب أم أن يتحمل رؤية جثامين أطفالها بينما تواصل عملها لإنقاذ أرواح الآخرين؟ هذا ما واجهته الطبيبة الفلسطينية آلاء النجار، التي تعمل في مجمع ناصر الطبي بقطاع غزة، عندما استقبلت جثامين تسعة من أطفالها الذين قضوا نتيجة غارة إسرائيلية دمرت منزلها. ما تفاصيل هذه المأساة؟ وكيف تعكس هذه الحادثة معاناة الفلسطينيين اليومية في ظل الصراع المستمر؟
تفاصيل المأساة: قصف منزل الطبيبة آلاء النجار
في يوم الجمعة الموافق 24 مايو 2025، استيقظت الطبيبة آلاء النجار على يوم عمل اعتيادي في مجمع ناصر الطبي، حيث تعمل كاختصاصية أطفال. قام زوجها، الدكتور حمدي النجار، بإيصالها إلى العمل قبل أن يعود إلى المنزل. ولكن بعد دقائق فقط من عودته، استهدفت غارة جوية إسرائيلية منزل العائلة في منطقة قيزان النجار جنوبي خان يونس.
أسفر القصف عن تدمير المنزل بالكامل واشتعال حريق هائل، ما أدى إلى استشهاد تسعة من أطفالها، الذين كانوا جميعهم دون سن الثانية عشرة. وبينما تم انتشال جثث الأطفال متفحمة بالكامل، أصيب زوجها بجروح خطيرة نقل على إثرها إلى غرفة العناية المركزة. الطفل العاشر للعائلة نجا ولكنه أصيب بجروح بالغة.
ردود فعل الكوادر الطبية في غزة
عندما وصلت جثامين الأطفال إلى المستشفى، كانت آلاء تؤدي واجبها الإنساني وسط صدمة لا يمكن وصفها. المدير العام لوزارة الصحة في قطاع غزة، الدكتور منير البرش، وصف الحادثة بقوله: "الكلمات لا تكفي لوصف هذا الألم. في غزة، الكوادر الطبية لا تُستهدف فحسب، بل تُفجع بأسرها".
الدكتور البرش أشار إلى أن الطبيبة آلاء كانت مثالاً يحتذى به في تحمل المسؤولية واستمرار عملها رغم الكارثة التي ألمّت بها. وأضاف: "هذا المشهد يعكس قسوة الواقع في غزة، حيث لم يعد هناك تمييز بين المستشفيات والمنازل، أو بين الأطباء والمدنيين".
الإحصائيات الصادمة لاستهداف الأطفال في غزة
وفقاً لوزارة الصحة الفلسطينية، ارتفع عدد الشهداء الأطفال إلى أكثر من 16,500 منذ بداية الصراع. هذا الرقم يعكس حجم الاستهداف المباشر للأطفال من قبل قوات الاحتلال، ويبرز المأساة الإنسانية التي يعيشها سكان قطاع غزة يومياً.
بينما يدين المجتمع الدولي هذه الهجمات، تبقى معاناة الفلسطينيين مستمرة، حيث يُستخدم الأطفال كأرقام في إحصائيات الصراع، دون أن تُتخذ إجراءات حقيقية لوقف هذه المآسي.
الرسالة الإنسانية للعالم
حادثة الطبيبة آلاء النجار ليست مجرد قصة مأساوية، بل هي رسالة للعالم حول معاناة الفلسطينيين اليومية. الطبيبة التي كرست حياتها لإنقاذ الأطفال، أُجبرت على وداع أطفالها التسعة في يوم واحد. هذا المشهد يجسد الألم والحزن الذي يعيشه سكان غزة، ويرسل نداءً عاجلاً لتحقيق العدالة وحماية المدنيين.
منظمات حقوق الإنسان دعت إلى تحقيقات دولية في استهداف المدنيين، خاصة النساء والأطفال، في ظل تصاعد العنف. كما ناشدت المجتمع الدولي العمل على إنهاء التصعيد وضمان حماية المستشفيات والطواقم الطبية.
كيف يمكننا المساعدة؟
يمكن لكل فرد أن يلعب دوراً في نشر الوعي حول معاناة الفلسطينيين، سواء من خلال مشاركة القصص الإنسانية، أو دعم المنظمات التي تعمل على توفير المساعدات الطبية والإغاثية لسكان غزة. كما يمكن الضغط على الحكومات وصناع القرار لاتخاذ خطوات ملموسة نحو إنهاء العنف وضمان حقوق الإنسان.
المأساة التي عاشتها الطبيبة آلاء النجار ليست حالة فردية، بل هي جزء من سلسلة طويلة من المعاناة التي تحتاج إلى صوتنا جميعاً لوقفها.
الخاتمة
في غزة، تستمر قصص الألم والفقدان في التكرار، لكن قصة الطبيبة آلاء النجار تبرز كرمز للتضحية والصمود. بينما فقدت تسعة من أطفالها في يوم واحد، لم تتوقف عن أداء واجبها الإنساني في المستشفى. ماذا يمكننا أن نفعل في مواجهة هذا الحزن؟ هل سنتخذ خطوات فعلية لدعم الشعب الفلسطيني أم سنكتفي بالمشاهدة؟
مع أطيب التحيات،
طوب أخبار
مراجع إضافية
مقالات ذات صلة
- الجيش اللبناني يكثف عمليات الدهم لتوقيف مطلقي النار وتعزيز الأمن
- هارفارد والطلاب الأجانب: قاضية أميركية توقف قرار ترامب المثير
- معاداة السامية بأميركا: كيف كوّن إلياس رودريغيز أفكاره المتطرفة؟
- مجلس أوروبا: أحداث غزة قد ترقى لإبادة جماعية ونتنياهو يهاجم الغرب
- قوى الأمن توقف متحرّش المنصورية: تفاصيل صادمة عن حادثة الـZip Line
- الزلازل في مصر: هل نحن أمام خطر حقيقي أم مجرد هواجس؟
- أزمة المياه في غزة: الغزيون يخشون الأسوأ مع تصعيد الهجوم الإسرائيلي
- حقيقة عدم مطالبة الصدر بجلسة استثنائية في البصرة
- قافلة مستلزمات المخابز تصل غزة ضمن مبادرة الفارس الشهم 3
- نتنياهو يتعهد بمواجهة التحريض ومعاداة السامية بعد هجوم واشنطن