📁 آخر الأخبار

فوردو.. المنشأة النووية الإيرانية شديدة التحصين وأبعادها الاستراتيجية

فوردو.. منشأة نووية "شديدة التحصين"

فوردو.. منشأة نووية "شديدة التحصين"

ما الذي يجعل منشأة "فوردو" النووية الإيرانية محط أنظار العالم ومصدر قلق عميق لدى إسرائيل والولايات المتحدة؟ هذه المنشأة شديدة التحصين تعتبر ركيزة أساسية في البرنامج النووي الإيراني، فهل يمكن تدميرها أم أنها عصية على الهجمات التقليدية؟ اكتشف المزيد في هذا المقال.

فوردو.. المنشأة النووية الإيرانية شديدة التحصين وأبعادها الاستراتيجية

ما هي منشأة فوردو النووية؟

تقع منشأة "فوردو" لتخصيب الوقود النووي على بعد حوالي 160 كيلومترًا جنوب العاصمة الإيرانية طهران. تم بناء المنشأة على عمق 90 مترًا تحت سطح الأرض، مما يجعلها محصنة ضد الهجمات الجوية التقليدية. كانت المنشأة في الأصل قاعدة صواريخ تابعة للحرس الثوري الإيراني، قبل أن تتحول إلى مركز متقدم لتخصيب اليورانيوم.

تتميز "فوردو" بموقعها الاستراتيجي وسط سلسلة من الجبال، إضافة إلى أنظمة دفاع جوي متطورة تحيط بها، مما يجعلها واحدة من أكثر المنشآت النووية تحصينًا على مستوى العالم.

لماذا تُعد فوردو مصدر قلق دولي؟

تعتبر منشأة "فوردو" القلعة الحصينة للبرنامج النووي الإيراني، حيث تم العثور فيها، وفقًا لتقارير دولية، على يورانيوم مخصب بنسبة تصل إلى 83.7%، وهو مستوى قريب جدًا من النسبة المطلوبة لصنع أسلحة نووية (90%). هذا التطور أثار مخاوف دولية من إمكانية إنتاج إيران لسلاح نووي قريبًا.

بالنسبة لإسرائيل، فإن بقاء "فوردو" غير مستهدفة يعني أن جهودها العسكرية ضد البرنامج النووي الإيراني قد لا تحقق نجاحًا كاملًا. وقد صرّح العديد من المسؤولين الإسرائيليين بأن تدمير "فوردو" هو مفتاح أي خطة ناجحة لشل القدرة النووية الإيرانية.

التحديات في استهداف منشأة فوردو

التحدي الأكبر في تدمير منشأة "فوردو" يكمن في عمقها الكبير تحت الأرض، والذي يجعلها عصية على معظم القنابل التقليدية. وحدها قنبلة من طراز GBU57، التي تمتلكها الولايات المتحدة، قادرة على اختراق عمق يصل إلى 60 مترًا، وهي القنبلة الوحيدة التي يمكن أن تقترب من إلحاق الضرر بهذه المنشأة.

لكن استخدام هذه القنبلة يتطلب طائرة استراتيجية من طراز B2، وهي طائرة لا تمتلكها إسرائيل. وبالتالي، فإن إسرائيل تعتمد بشكل كبير على دعم الولايات المتحدة لتنفيذ أي هجوم محتمل على "فوردو".

السيناريوهات المحتملة

إذا لم تشارك الولايات المتحدة في أي عملية عسكرية ضد "فوردو"، فإن إسرائيل ستواجه خيارات محدودة للغاية. وقد تلجأ إلى استراتيجيات بديلة مثل الهجمات السيبرانية أو تعطيل شبكات الكهرباء المرتبطة بالمنشأة. لكن هذه الخيارات قد لا تكون كافية لإحداث ضرر دائم.

السيناريو الآخر هو الضغط السياسي والدبلوماسي على إيران للتخلي عن برنامجها النووي. ومع ذلك، تظهر طهران مقاومة شديدة لأي تسوية تتعلق بمنشآتها النووية، مما يعقد مهمة المجتمع الدولي في كبح طموحاتها النووية.

أهمية فوردو في المشهد الجيوسياسي

تمثل "فوردو" رمزًا للطموح الإيراني في امتلاك التكنولوجيا النووية المتقدمة، وهي نقطة توتر رئيسية في العلاقات بين إيران والغرب. بالإضافة إلى ذلك، فإن المنشأة تُعتبر ورقة ضغط قوية بيد طهران في أي مفاوضات مستقبلية بشأن برنامجها النووي.

من ناحية أخرى، فإن استمرار تشغيل "فوردو" يثير مخاوف الدول المجاورة لإيران، مما يزيد من احتمالية اندلاع صراع إقليمي واسع النطاق. لذلك، فإن القضية لا تتعلق بإيران وإسرائيل فقط، بل تؤثر على الأمن والاستقرار العالميين.

الخاتمة

تُعد منشأة فوردو النووية واحدة من أكثر المنشآت تحصينًا في العالم، مما يجعلها تحديًا كبيرًا لأي محاولة عسكرية لتدميرها. وبينما تستمر المخاوف الدولية بشأن الطموحات النووية الإيرانية، يبقى السؤال مطروحًا: هل ستتمكن القوى الدولية من إيجاد حل دبلوماسي أم أن المواجهة العسكرية هي السبيل الوحيد؟ برأيك، ما هو المسار الذي يجب اتخاذه لحل هذه الأزمة النووية؟

مع أطيب التحيات،
طوب أخبار

مراجع إضافية

مقالات ذات صلة

تعليقات