كمين لقوات تابعة للحكومة السورية يتسبب في مقتل 23 مسلحاً درزياً ودعوة من الطائفة لتدخل قوات دولية
وسط تصاعد التوترات في ريف دمشق، شهدت المنطقة حادثة مأساوية جديدة عندما قُتل 23 مسلحاً درزياً في كمين نُفّذته قوات تابعة للحكومة السورية. هذا التصعيد دفع الطائفة الدرزية إلى مطالبة المجتمع الدولي بالتدخل الفوري لحماية المدنيين. فما هي تفاصيل هذا الحادث؟ وما هي تداعياته على المشهد السوري المتأزم؟
تفاصيل الكمين وملابساته
أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان أن الكمين وقع أثناء تحرك مجموعة من المسلحين الدروز من محافظة السويداء نحو بلدة صحنايا بريف دمشق. أفادت التقارير بأن الاشتباكات وقعت على خلفيات طائفية، حيث تعرض الرتل لهجوم من قبل قوات تابعة لوزارتي الدفاع والداخلية السورية، بالإضافة إلى مجموعات مسلحة مرتبطة بها.
ووفقًا لشبكة السويداء 24، وصف الحادث بـ"الغادر"، حيث استهدف المسلحين أثناء محاولتهم دعم مجموعات محلية مسلحة في منطقة صحنايا، التي شهدت اشتباكات عنيفة في الأيام الماضية. الكمين أسفر عن مقتل 23 شخصاً على الأقل، مما رفع منسوب التوتر في المنطقة.
تفاقم الأوضاع في ريف دمشق
شهدت مناطق مثل جرمانا وأشرفية صحنايا خلال الأيام الماضية تصعيداً أمنياً كبيراً، حيث اندلعت اشتباكات بين مجموعات مسلحة من الطائفة الدرزية وقوات الأمن السورية. وأعلنت السلطات السورية عن نشر قوات إضافية في المناطق الحساسة لضبط الأمن، بينما استمرت عمليات التمشيط واعتقال "العناصر الخارجة عن القانون" بحسب وصفها.
كما رصدت تقارير إعلامية تحركات عسكرية مكثفة، شملت وصول تعزيزات مدرعة إلى المناطق المتوترة. ومع ذلك، فإن الاشتباكات لم تتوقف، ما أدى إلى تزايد معاناة المدنيين الذين يعيشون في ظل القصف والنزوح القسري.
ردود فعل الطائفة الدرزية
في أعقاب الحادثة، أصدر شيخ عقل الطائفة الدرزية، الشيخ حكمت الهجري، بياناً شديد اللهجة دعا فيه المجتمع الدولي إلى التدخل العاجل لحماية المدنيين وإنقاذهم من "المجازر الممنهجة". وأكد الهجري أن الحكومة السورية فقدت مصداقيتها كجهة مسؤولة عن حماية الشعب، مشدداً على أن الحل الوحيد يكمن في تدخل دولي يضمن السلام والاستقرار في المنطقة.
كما شدد الشيخ الهجري على أهمية حماية المدنيين من جميع الأطراف المتنازعة، مشيراً إلى أن الطائفة الدرزية تشعر بأنها مستهدفة بشكل مباشر في هذا النزاع المتفاقم.
الأبعاد السياسية والأمنية
الحادثة الأخيرة تسلط الضوء على التوترات الطائفية المزمنة في سوريا، والتي تفاقمت بفعل الحرب الأهلية المستمرة منذ سنوات. العديد من المحللين يرون أن هذه الاشتباكات ليست مجرد أحداث محلية، بل هي جزء من صراع أوسع على النفوذ والسيطرة بين مختلف الأطراف المتنازعة.
من جهة أخرى، يشير مراقبون إلى أن دعوة الطائفة الدرزية للتدخل الدولي قد تزيد من تعقيد المشهد السياسي السوري، حيث يمكن أن تُعتبر دعوة لتدويل النزاع، ما قد يفتح الباب أمام تدخلات أجنبية إضافية في المنطقة.
إحصائيات الاشتباكات الأخيرة
التاريخ | الموقع | عدد القتلى | الجهة المسؤولة |
---|---|---|---|
20231015 | طريق السويداء دمشق | 23 | قوات الحكومة السورية |
20231014 | أشرفية صحنايا | 15 | مسلحون دروز |
الخاتمة
تعكس حادثة الكمين الأخير في ريف دمشق التحديات الكبيرة التي تواجه سوريا في ظل استمرار النزاعات الطائفية والسياسية. وبينما تطالب الطائفة الدرزية بتدخل دولي لحماية المدنيين، يبقى السؤال: هل يمكن أن يؤدي هذا التدخل إلى تحقيق السلام، أم أنه سيزيد من تعقيد الأزمة السورية؟
مع أطيب التحيات، طوب أخبار.
مراجع إضافية
مقالات ذات صلة
- العفو الدولية تحث تركيا على رفع حظر تظاهرات عيد العمال بتقسيم
- اشتباكات صحنايا: مفتي سوريا يحذر من فتنة دامية قرب دمشق
- إسرائيل تستهدف مسلحين جنوب دمشق و22 قتيلاً باشتباكات صحنايا
- التوترات التجارية تدفع المركزي الأوروبي نحو خفض جديد للفائدة
- الصين وأمريكا: إشارات تهدئة تلوح بانفراجة قريبة للحرب التجارية
- ماك الشرقاوي يكشف كواليس مناظرته النارية مع إيدي كوهين على i24News
- 217 مليون درهم أرباح إن إم دي سي إينيرجي: نجاح استراتيجي مبهر
- الدبلوماسية العُمانية: نموذج هادئ مستمد من عمق الفكر الإباضي
- ترامب والأمريكيون العرب: ما السر وراء التحول في التوجهات السياسية؟
- أزمة انقطاع الكهرباء في أوروبا 2025: تداعيات كارثية على الحياة اليومية