الهجوم الإسرائيلي على غزة "سيكون مكثفاً ويشمل تهجيراً داخلياً"... ماذا عن موقف حماس؟
في ظل التصعيد المتزايد في قطاع غزة، أعلن الجيش الإسرائيلي عن خطط واسعة النطاق تشمل تهجيراً داخلياً لسكان القطاع وتصعيداً عسكرياً غير مسبوق. ولكن ما هي التفاصيل الكامنة وراء هذا الهجوم؟ وكيف ستتعامل حركة حماس مع هذه التهديدات؟ دعونا نستعرض معاً أبعاد هذا التصعيد وتداعياته على أرض الواقع.
ما الذي تخطط له إسرائيل في غزة؟
كشف الجيش الإسرائيلي عن خطة تصعيدية واسعة النطاق تهدف إلى إضعاف حركة حماس بشكل كامل. ووفقاً لما أعلنه المتحدث باسم الجيش إيفي ديفرين، فإن العملية ستتضمن هجوماً مكثفاً يشمل تهجير غالبية سكان قطاع غزة إلى مناطق تُصنف على أنها خالية من المقاتلين. يُشار إلى أن الهدف المعلن هو حماية السكان المدنيين من المواجهات المسلحة، ولكن هذا التهجير يثير تساؤلات حول مصير هؤلاء السكان ومستقبلهم.
تصريحات نتنياهو وخطة "عربات جدعون"
في تصريحاته الأخيرة، وصف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الهجوم المرتقب بأنه سيكون "عملية عسكرية مكثفة". وأشار إلى أن العملية تهدف إلى القضاء على حركة حماس وإضعاف بنيتها العسكرية بشكل كامل. ومع ذلك، لم يوضح نتنياهو المساحة الجغرافية التي تنوي إسرائيل السيطرة عليها في القطاع.
ومن جهة أخرى، أظهرت تقارير إعلامية أن الخطة التي أطلق عليها اسم "عربات جدعون" صُممت لتكون شاملة، حيث وافق عليها كل من المستويات السياسية والأمنية في إسرائيل. وتهدف الخطة إلى تحقيق أهداف متعددة، منها إطلاق سراح الرهائن وإضعاف حماس بشكل دائم. كما أنها تعتمد على توفير غلاف حماية قوي للقوات الإسرائيلية أثناء العمليات البرية والجوية والبحرية.
التهجير الداخلي: خطوة استراتيجية أم كارثة إنسانية؟
أحد أبرز جوانب الخطة الإسرائيلية هو التهجير الداخلي لسكان قطاع غزة، خاصة من المناطق الشمالية إلى المناطق الجنوبية. تدّعي إسرائيل أن هذه الخطوة تهدف إلى حماية المدنيين وتمييزهم عن المقاتلين، ولكنها تثير قلقاً كبيراً على الصعيدين الإنساني والسياسي. فالتهجير القسري يعد انتهاكاً لحقوق الإنسان، ويزيد من معاناة السكان الذين يعيشون بالفعل تحت ظروف قاسية.
هذه الخطوة تطرح تساؤلات حرجة: هل ستتمكن إسرائيل من تحقيق أهدافها العسكرية دون التسبب في كارثة إنسانية؟ وكيف ستتعامل مع الضغوط الدولية التي قد تنتج عن هذه العملية؟
كيف ترد حماس على هذه التهديدات؟
لم تلتزم حركة حماس الصمت تجاه هذه التصريحات والخطط الإسرائيلية. بل أكدت الحركة أنها مستعدة للتصدي لأي هجوم عسكري، وأنها لن تتردد في الدفاع عن قطاع غزة وسكانه. وأشارت إلى أن أي تصعيد سيواجه برد قوي ومباشر.
من جهة أخرى، يبدو أن حماس تسعى أيضاً لاستغلال هذا التصعيد لزيادة الدعم الشعبي في الداخل الفلسطيني، ولإظهار إسرائيل كقوة احتلال تمارس انتهاكات ضد المدنيين. ومن المتوقع أن تستخدم الحركة هذا الموقف لتعزيز موقفها السياسي والعسكري، سواء داخل غزة أو على الصعيد الدولي.
هل يمكن للوساطات الدولية أن توقف التصعيد؟
مع تصاعد التوترات، تُطرح تساؤلات حول دور المجتمع الدولي في تهدئة الأوضاع. حتى الآن، لم تظهر جهود ملموسة لتحقيق هدنة أو تهدئة بين الطرفين. ومع ذلك، هناك تقارير تشير إلى احتمالية التوصل إلى اتفاق حول الرهائن خلال زيارة مرتقبة للرئيس السابق دونالد ترامب إلى المنطقة.
يبقى السؤال: هل ستنجح الوساطات في تحقيق اختراق دبلوماسي، أم أن المنطقة مقبلة على مرحلة جديدة من التصعيد والعنف؟
الخاتمة
يبدو أن قطاع غزة على أعتاب مرحلة جديدة من التصعيد العسكري والسياسي، حيث تمثل الخطط الإسرائيلية تهديداً حقيقياً لمستقبل السكان وحالة الاستقرار في المنطقة. ومع رفض حركة حماس لهذه الخطط واستعدادها للمواجهة، يبدو أن التصعيد قد يكون أمراً لا مفر منه. فهل ستنجح الجهود الدولية في نزع فتيل الأزمة؟ أم أن المنطقة ستشهد مزيداً من الألم والمعاناة؟
مع أطيب التحيات، طوب أخبار.
مراجع إضافية
مقالات ذات صلة
- بوتين: المصالحة مع أوكرانيا حتمية.. بدء العد التنازلي لتحول العلاقات
- باسيل: التيار الوطني الحر يرسخ مكانته كقوة أساسية في جبل لبنان
- سماء بلا أرض: فيلم تونسي يسطع في مهرجان كان بقصة إنسانية مؤثرة
- إسرائيل تقر خطة عربات جدعون لاحتلال غزة وتوزيع المساعدات: التفاصيل
- بوتين: نأمل ألا نضطر لاستخدام أسلحة نووية في أوكرانيا
- رومانيا ترد على الهجوم الروسي بنشر 4 طائرات مقاتلة: التفاصيل الكاملة
- أكبر تجمع للكرادلة: تفاصيل إقامة أمراء الكنيسة لاختيار البابا الجديد
- سوريا: كواليس سحب الثقة من نقيب الفنانين مازن الناطور
- الحوثيون يضربون مطار بن غوريون بصاروخ ونتنياهو يلوح بالرد القوي
- رئيس وزراء فرنسا: استفتاء الميزانية قيد الدراسة وسط تحديات كبرى